فيروز لبناني متقدم
عدد الرسائل : 88 علم بلدك : تاريخ التسجيل : 16/06/2007
| موضوع: رحــلات أوروبيات إلى المشرق الإثنين يوليو 02, 2007 3:06 pm | |
| نساء أوربيات في الشرق كانت إيزابيل إيبرهارد تتنقل متنكرة في زي رجل عبر الصحراء الجزائرية وتكتب أشعارا باللغة العربية.
أسباب عديدة دفعت بنساء من دول أوربية مختلفة إلى زيارة الشرق: مرافقة الزوج الذي كان يتنقل في مهمات ديبلوماسية أو علمية، حب المغامرة أو الهرب من سطوة التقاليد الاجتماعية الصارمة في أوربا البرجوازية. أندرياس فليتش يعرفنا ببعضهن.
ظلت الأسفار حتى أواسط القرن التاسع عشر نشاطا رجاليا، والحالات الاستثنائية القليلة الحاصلة في هذا المجال إنما هي شواذ تحفظ ولا يقاس عليها. واحدة من هذه الاستثناءات كانت الليدي فورتلي مونتاغو(1689-1762) التي رافقت في بداية القرن الثامن عشر زوجها الذي عين سفيرا في الإمبراطورية العثمانية.
وقد أصبحت مراسلاتها التي كانت تلتمس من ورائها تفهما أفضل ونشرت بعد وفاتها تحت عنوان "رسائل من المشرق" من كلاسيكيات أدب الرحلة: "ترون إذن"، هكذا تكتب في التاسع عشر من ماي1718 ، "أن هؤلاء الناس ليسوا خشنين بالشكل الذي نصفهم به". بل إنها تضيف كذلك بأنها تعتقد "أن لديهم فهما أسلم للحياة."
يعود الفضل في نجاح هذا الكتاب أساسا إلى كون الكاتبة كان بإمكانها الدخول إلى عالم الحريم. وبما أن الرحالة الرجال لم يكن بإمكانهم ولوج هذا الوسط، فقد أضرم ذلك جذوة خيالهم لقرون عدة، وأفرز الكثير من التصورات العجيبة. لقد اشتهرت كاتبات بريطانيات بشكل خاص ككاتبات أدب رحلة. في أواخر القرن التاسع عشر، الحقبة الذهبية لكتابات رحلات المغامرات، سافرت كل من إيزابيل بيرتون(1831-1896) وإيزابيلا بيرد (1831-1904) وآن بلونت(1867-1917) وغرترود بيل(1868-1926) عبر البلدان العربية.
أما فرايا ستارك(1893-1993) الإنكليزية التي ولدت في باريس وترعرعت في إيطاليا فقد قامت بزيارات متكررة لبلدان الشرق الأدني بين 1928 و1983، واكتسبت شهرتها آنذاك كمصورة.
زوجات متفانيات، وشخصيات غريبــة
كانت المناسبات والبواعث الدافعة على السفر متنوعة. فإلى جانب المتحذلقات والمتمسكات بصرامة بالنمط السائد، نجد المغامرات الغريبات الطبع. زوجات متفانيات يرافقن أزواجهن الذين كانوا يتنقلون في مهمات بحوث أركيولوجية أو كدبلوماسيين أو مغامرين، بينما النساء اللاتي يسافرن لوحدهن فكن من الهاربات من سطوة التقاليد الاجتماعية الصارمة لأوروبا البرجوازية.
إلى جانب البريطانيات انطلقت أيضا كل من إيدا بفايفر أصيلة فيينا (1797-1858)، والألمانية إيدا غرافين فون هان-هان(1805-1880) وهما أشهر كاتبات أدب التسلية في عصرهن، في رحلة إلى بلاد المشرق.
أما الحياة القصيرة لإيزابيل إيبرهارد(1877-1904) ابنة عائلة من نبلاء روسيا المهاجرة في جنيف، فقد كان لها من الأثر البديع ما جعل سيرتها توضع على الدوام مجددا موضع الشك. كانت إيزابيل إيبرهارد تتنقل متنكرة في زي رجل عبر الصحراء الجزائرية وتكتب أشعارا باللغة العربية، ثم ماتت غرقا وهي في السابعة والعشرين من عمرها على إثر فيضان في الصحراء.
ولا تقل الليدي هيستر ستانهوب(1776-1839) غرابة وغموضا، هي التي كان بيتها اللبناني يجلب إليه الرحالين عبر بلاد المشرق من أمثال ألفونس لامرتين أو ألكسندر كينكلاك.
وعلى قدر اختلاف الدوافع كانت طباع الرحالين هي أيضا كثيرة التنوع. ويتوزع سلوكهم بين الفضول المعرفي المنفتح والتعاطف من جهة، والغرور والعنصرية من الجهة الأخرى. وفي هذا المضمار أيضا لا تختلف السيدات الرحالات في شيء عن زملائهن من الرجال.
يتبــــــــــع.../...
| |
|